- «علام تقاتلوننى وتستحلّون دمى؟ وإنّما أنا رجل فرّ من أن يقتل.» قال: فقلت:
- «القوم يدعونكم إلى الأمان، فإن أبيت إلّا قتالهم قاتلوك على ما قاتل عليه خير آباءك علىّ طلحة والزبير على نكث بيعتهم وكيد ملكهم والسعى عليهم.» فبلغ ذلك أبا جعفر، فقال لى:
- «بعد والله ما سرّنى أنّك قلت له غير ذلك وأنّ لى ملك كذا.» وبقي عيسى ثلاثة أيّام [٤٢١] يبرز بنفسه ويدعو أهل المدينة إلى الأمان ويقول:
- «نحن إخوانكم مسلمون فلا تهريقوا بيننا الدماء، ادخلوا فى الأمان واخرجوا من المدينة وأنتم آمنون، وخلّوا بيننا وبين صاحبنا.» فيشتمونه الشتيمة القبيحة حتّى حارب اليوم الثالث.
فلقى أبو القلمّس محمّد بن عثمان أخا أسد بن المرزبان بسوق الحطّابين، فاجتلدا بسيفيهما حتّى تقطّعا، ثمّ تراجعا إلى مواقفهما وأخذ أخو أسد سيفا وأخذ أبو القلمّس أثفيّة، فوضعها على قربوس سرجه وسترها بدروعه، ثمّ تعاودا، فلمّا تدانيا قام أبو القلمّس فى ركابيه، ثمّ ضرب بها صدره وصرعه ونزل فاحتزّ رأسه.
وبدر رجل من أهل المدينة مولى لآل الزبير يدعى القاسم بن وائل، فدعا للبراز فبرز له رجل لم أر أكمل عدّة منه، فلمّا رآه ابن وائل انصرف عنه. قال:
فوجد أصحاب محمّد من ذلك وجدا شديدا. فإنّا لعلى ذلك إذ [١] سمعت حفيف رجل ورائي، فالتفتّ فإذا أبو القلمّس، فسمعته يقول:
- «لعن الله أمّ السفهاء إن ترك هذا اجترأ علينا وإن خرج [٤٢٢] رجل خرج