للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاروا يأخذون من بين أيديهم الشيء فلا يعطونهم الثمن، ولا ينكر عبد الله بن الربيع ذلك، فجاء يوما رجل من الجند، فاشترى من جزّار لحما يوم جمعة ثمّ أبى أن [٤٢٩] يعطيه ثمنه وشهر عليه السيف، فخرج عليه الجزّار من تحت الوضم بشفرة فطعن بها خاصرته فخّر عن دابّته واعتوره الجزّارون فقتلوه. وتنادى السودان على الجند وهم يروحون إلى الجمعة فقتلوهم بالعمد فى كل ناحية، ولم يزالوا على ذلك حتّى أمسوا، فلمّا كان الغد هرب ابن الربيع، ونفخ السودان فى بوق لهم. فذكر أهل المدينة أنّه كان الأسود فى بعض عمله يسمع نفخ البوق، فيصغى له حتّى يتيقّنه، ثمّ يوحش بما فى يده ويؤمّ نحو الصوت حتّى يأتيه، فلمّا اجتمعوا غدوا على ابن الربيع، فخرج إليهم والناس فى الجمعة فأعجلوه عن الصلاة واستطردوا له حتّى أتى السوق، فمرّ بخمسة من المساكين يسألون فى الطريق، فحمل عليهم بمن معه حتّى قتلوهم، ثمّ مرّ بأصيبية [١] على سطح فاستنزلهم وآمنهم، فلمّا نزلوا ضرب أعنا قهم، ثمّ وقف عند الحنّاطين وحمل عليه السودان فأجلى هاربا واتبعوه حتّى صاروا إلى البقيع ورهقوه، فنثر لهم دراهم فشغلوا بها، ومضى على وجهه حتّى نزل ببطن نخل على [٤٣٠] ليلتين من المدينة ورؤساء السودان ويتوا [٢] وحذيا وعنقود، ولمّا هزموا ابن الربيع وقع السودان فى طعام وأمتعة لأبى جعفر المنصور، فانتهبوه وأغاروا على دار مروان وفيها طعام وأشياء للجند، فانتهبوه وباعوا الحمل من الدقيق بدرهمين وراوية الزيت بأربعة دراهم، وقتلوا الجند فهابوهم حتّى إن كان الفارس ليلقى الأسود وما على الأسود إلّا خرقتان على عورته فيولّى الفارس دبره احتقارا له، ثمّ ما يلبث أن يعود بعمود من عمد السوق التي بقرب منه


[١] . انظر الطبري (١٠: ٢٦٧) .
[٢] . مهمل ما فى الأصل هنا ومعجم فى الموطن الآتي. وما فى الطبري (١٠: ٢٦٧) :
وثيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>