للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتنادوا [١] :

- «لا، إلّا قتال أهل الإسلام، يريد قوله: إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون فى سبيله صفّا.» [٢] وقال المضاء: لمّا نزلنا باخمرى أتيت إبراهيم فقلت:

- «إنّ هولاء مصبّحوك بما يسدّ عليك مغرب الشمس من السلاح والكراع، وإنّما معك رجال عراة من أهل البصرة، فدعني أبيّته فو الله لأشتّتنّ جموعه.» فقال، «إنّى أكره القتل.» فقلت: «تريد الملك وتكره القتل!» فالتقوا بباخمرى [٣] وهي على ستّة عشر فرسخا من الكوفة، فاقتتلوا بها قتالا شديدا، وانهزم حميد بن قحطبة، وكان على مقدّمة عيسى، وانهزم الناس معه، فعرض لهم عيسى يناشدهم الله والطاعة، فلا يلوون ويمرّون منهزمين.

وأقبل حميد بن قحطبة منهزما، فقال له عيسى بن موسى:

- «يا حميد، الله، الله والطاعة.» قال: «لا طاعة فى الهزيمة.» [٤٥١] ومرّ الناس كلّهم، فلم يبق مع عيسى أحد، وثبت عيسى فلم ينهزم، وكان يحفظ وصيّة لأبى جعفر، وهو أنّه لمّا أراد توجيهه، قال عيسى: قال لى المنصور: إنّ هولاء الخبثاء يعنى المنجّمين يزعمون أنّك لاقى الرجل، وأنّ لك جولة حين تلقاه، ثمّ يفيء [٤] إليك أصحابك وتكون العاقبة لك.


[١] . فى الأصل: فتنادى. فى آوالطبري (١٠: ٣١٢) : فتنادوا.
[٢] . ٦١ الصف: ٤
[٣] . باخمرا (بالراء) : موضع بين الكوفة وواسط، وهو إلى الكوفة أقرب، به قبر إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن الحسن، قتله بها أصحاب المنصور (مراصد الإطلاع) .
[٤] . ما فى الأصل مهمل وبدون همزة. فى مط: تفي. وفى آ: يفي وما فى الطبري

<<  <  ج: ص:  >  >>