خروجي إلى الحجّ وأمرتك أن يكون فى منزلك.» قال:«قد فعلت ذلك.» قال: «فقد كلّمنى فيه عمومتك، فرأيت الصفح عنه وتخلية سبيله، فأتنا به.» قال: «يا أمير المؤمنين، ألم تأمرنى بقتله؟ فقتلته.» قال: «لا، ما أمرتك بقتله، إنّما أمرتك بحبسه عندك.» قال: «قد أمرتنى بقتله.» فقال له المنصور:
- «كذبت.» ثمّ قال لعمومته:
- «إنّ هذا قد أقرّ لكم بقتل أخيكم، وادّعى أنّى أمرته بذلك [٤٦٠] وقد كذب.» قالوا: «فادفعه إلينا فإنّا نقيده به.» قال: «شأنكم به.» فأخرجوه إلى الرحبة. فاجتمع الناس، وشهر الأمر، فقام أحدهم فشهر سيفه وتقدّم إلى عيسى ليضربه، فقال له عيسى:
- «أفاعل أنت؟» قال: «إى والله.» قال: «فلا تعجلوا، فإنّ عمّى حىّ، ردّونى إلى أمير المؤمنين.» فردّوه إليه. فقال:
- «إنّما أردت بقتله أن تقتلني، هذا عمّك حىّ سوىّ، إن أمرتنى بدفعه إليك دفعته.» قال: «ائتنا به.» فأتاه به، فجعله فى بيت، وكان من أمره ما كان من سقوط البيت عليه،