- «ذا هو الصواب، وأبلغ لأمير المؤمنين فيما حاول وأراد.» قال: فصاروا إلى أبى جعفر وخالد معهم، فأعلموه أنّه قد أجاب فأخرج التوقيع بالبيعة للمهدىّ. وكتب بذلك إلى الآفاق.
قال: وأتى عيسى بن [٤٦٧] موسى لمّا بلغه الخبر أبا جعفر منكرا لما ادّعى عليه من الإجابة إلى تقديم المهدىّ على نفسه وذكّره الله فيما همّ به، فدعاهم أبو جعفر، فسألهم، فقالوا:
- «نشهد عليه أنّه قد أجاب وليس له أن يراجع [١] .» فأمضى أبو جعفر الأمر وشكر لخالد ما كان منه.
وكان المهدىّ يعرف ذلك ويصف جزالة الرأى منه فيه.
ولمّا رأى عيسى الأمر يتمّ، راسل المنصور وقال:
- «يا أمير المؤمنين، أما وقد أبيت، فاجعل لرضاي فيه نصيبا.» فوجّه إليه خالد بن برمك فقرّر أمره على عشرة آلاف ألف درهم له، وثلاثمائة ألف درهم بين أولاده، وسبعمائة ألف لنسائه.
وحضر عيسى مجلس المنصور، وحضر معه جماعة الوجوه والأشراف والجند فتكلّم عيسى وقال:
- «اشهدوا أنّى خلعت نفسي ممّا كان إلىّ من ولاية العهد، وسلّمته للمهدىّ محمّد بن أمير المؤمنين، وقدّمته على نفسي.» فقال له أبو عبد الله كاتب المهدىّ:
- «ليس هكذا أعزّ الله الأمير، ولكن قل ذلك بحقّه وصدقه وأخبر بما رغبت فيه وأعطيته.» قال: «نعم، بعت نصيبي من ولاية العهد [٤٦٨] من عبد الله أمير المؤمنين،
[١] . كذا فى الأصل وآ: يراجع. فى الطبري (١٠: ٣٤٦) : يرجع. وفى حواشيه: يراجع.