- «عمدت إلى ذى رحم برسول الله، صلّى الله عليه، فحبسته، وإلى عيون من عيون المسلمين فحبستهم ويقدم أمير المؤمنين السنة، فلا أدرى ما يكون، ولعلّه أن يأمر بقتلهم فيقوى سلطانه وأهلك ديني.» قال: فقلت: «فتصنع ماذا؟» قال: «أوثر الله، وأطلق القوم، اذهب إلى إبلى فخذ راحلة منها، وخذ خمسين دينارا، فأت بها الطالبي، فأقرئه السلام وقل له: ابن عمّك يسألك أن تحلّه من ترويعه إيّاك، وتركب هذه الراحلة وتأخذ هذه النفقة.» قال: فلمّا أحسّ بى، جعل يتعوّذ بالله من شرّى، فلمّا أبلغته الرسالة قال:
- «هو فى حلّ ولا حاجة بى إلى النفقة ولا إلى الراحلة.» قال: فقلت له:
- «إنّ أطيب لنفسه أن تأخذ.» ففعل.
ثمّ جئت إلى ابن جريح وإلى سفيان وعبّاد فأبلغتهم ما قال، قالوا:
- «هو فى حلّ.» قال: قلت لهم:
- «لا يظهرنّ أحد منكم ما دام المنصور مقيما.» فلمّا قرب المنصور، وجّهنى محمّد بن إبراهيم بألطاف، فلمّا أخبر المنصور أنّ رسول محمّد بن إبراهيم قدم، أمر بالإبل فضربت وجوهها. فلمّا صار إلى بئر ميمون لقيه محمّد بن إبراهيم [٤٧٩] فلمّا أخبر بذلك أمر بدوابّه فضربت وجوهها، فعدل محمّد فكان يسير فى ناحية، وعدل بأبى جعفر عن الطريق فى الشقّ الأيسر فأنيخ به، ومحمّد واقف قبالته ومعه طبيب له، فلمّا ركب أبو جعفر وسار، أمر محمّد الطبيب، فمضى إلى مناخ أبى جعفر فرأى نجوه، فقال لمحمّد: