للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «وأنت أيّها القائل، فو الله ما أردت بهذا صلاحا، ولكنّك حاولت أن يقال:

قام، فقال، فعوقب فصبر، وأهون بها. ويلك لو هممت فاهتبلها إذ غفرت. وإيّاك وإيّاكم [١] أيّها الناس وأختها، فإنّ الحكمة علينا نزلت ومن عندنا فصلت فردّوا الأمر إلى أهله يوردوه موارده ويصدروه مصادره.» ثمّ عاد فى خطبته كأنّما يقرأها من راحته:

- «و ... أشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ... » وخطب المنصور بالمدائن عند قتل أبى مسلم فقال:

- «أيّها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تسرّوا غشّ الأئمّة، فإنّه لم يسرّ أحد منكم قطّ منكرة إلّا ظهرت فى آثار يده أو فلتات لسانه، وأبداها الله لإمامه بإعزاز دينه وإعلاء حقّه. إنّا لم نبخسكم حقوقكم ولم نبخس الدين حقّه عليكم، إنّه من نازعنا عروة هذا القميص أجزرناه خبئ [٢] هذا الغمد، وإنّ أبا مسلم بايعنا وبايع لنا على أنّه من نكث بنا فقد أباح دمه. ثمّ نكث بنا، فحكمنا عليه حكمه على غيره لنا [٣] ولم نمنعنا رعاية الحقّ له من إقامة [٤٨٨] الحقّ عليه.» وكتب صاحب أرمينية [٤] إلى المنصور، إنّ الجند شغبوا عليه وكسروا أقفال بيت المال، فأخذوا ما فيه.» فوقّع فى كتابه:

- «اعتزل عملنا مذموما، فلو عقلت لم يشغّبوا، ولو قويت لم ينتهبوا.»


[١] . فى الأصل: تكرر «إيّاكم» وما أثبتناه يؤيده آوالطبري (١٠: ٤٢٧) .
[٢] . فى الطبري (١٠: ٤٣٣) : خبىّ.
[٣] . انظر الطبري (١٠: ٤٣٣) .
[٤] . انظر الطبري (١٠: ٤٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>