للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا أمير المؤمنين، إنّك إن حملت الناس على نكث الأيمان هانت عليهم أيمانهم، وإن تركتهم على بيعة أخيك ثمّ بايعت [٥٢٢] لجعفر من بعده كان ذلك أوكد لبيعته.» قال: «لقد صدقت ونصحت، ولى فى هذا الأمر تدبير.» وكان محمّد بن يحيى بن خالد يقول: كان أبى يقول: ما كلّمت أحدا من الخلفاء أعقل من موسى. وقال: كان حبسني موسى الهادي على ما أراده من خلع الرشيد، فرفعت إليه رقعة: إنّ عندي نصيحة. فدعاني، فقال لى:

- «هات ما عندك.» فقلت: «أخلنى.» فأخلانى، فقلت:

- «يا أمير المؤمنين، أرأيت إن كان الأمر الذي أسأل الله أن لا نبلغه وأن يقدّمنا قبله، أتظنّ أنّ الناس يسلّمون لجعفر وهو لم يبلغ الحنث [١] أو يرضون به لصلاتهم وحجّهم وغزوهم؟» قال: «والله ما أظنّ ذلك.» قلت:

- «فتأمن يا أمير المؤمنين أن يسمو إليها أكابر أهلك وجلّتهم مثل فلان وفلان، ثمّ يطمع فيها غيرهم فيخرج من ولد أبيك؟» فأطرق ثمّ قال:

- «نبّهتنى يا يحيى على أمر لم أكن أنتبه له.» قال: فقلت:

- «لو أنّ هذا الأمر لم يعقد لأخيك، أما كان ينبغي أن تعقده له؟ فكيف بأن تحلّه وقد عقده المهدىّ، ولكن تقرّ الأمر يا أمير المؤمنين [٥٢٣] على حاله،


[١] . فى الطبري (١٠: ٥٧٤) : الحلم. الحنث: الإدراك.

<<  <  ج: ص:  >  >>