وضياع ومتاع وغير ذلك، ومنع أهل العسكر أن يخرج منهم خارج إلى مدينة السلام أو إلى غيرها. ووجّه من ليلته قوما إلى الرقّه فى قبض أموالهم. وكتب إلى جميع البلدان وإلى العمّال بها فى قبض أموالهم وأخذ وكلائهم.
فتحدّث السندىّ بن شاهك قال: إنّى لجالس يوما فإذا أنا بخادم قد قدم على البريد ودفع إلىّ كتابا صغيرا ففضضته فإذا كتاب الرشيد بخطّه فيه:
- «بسم الله الرحمن الرحيم، يا سندىّ، إذا نظرت فى كتابي فإن كنت قاعدا فقم، وإن كنت قائما فلا تقعد حتّى تصير إلىّ.» قال السندىّ: فدعوت بدوابّى ومضيت وكان الرشيد بالعمر، فحدّثنى العبّاس بن الفضل بن الربيع قال: جلس الرشيد فى الزوّ بالفرات [٥٧٢] ينتظرك حتّى ارتفعت غبرة، فقال لى:
- «يا عبّاسىّ، ينبغي أن يكون هذا السندىّ وأصحابه.» فقلت: «ما أشبهه أن يكون يا أمير المؤمنين.» قال: «فطلعت.» فقال السندىّ: فنزلت ووقفت، فأرسل إلىّ الرشيد:
- «ادن.» فصرت إليه، ووقفت ساعة بين يديه، فقال لمن كان عنده من الخدم:
- «قوموا.» فقاموا، فلم يبق إلّا العبّاس بن الفضل وأنا. فمكث ساعة ثمّ قال للعبّاس:
- «اخرج ومر برفع التخاتج [١] المطروحة على الزوّ.» ففعل ذلك. فقال لى:
- «ادن منّى.»
[١] . ما فى الأصل مهمل فى الأخير. انظر الطبري (١١: ٦٨٢) .