للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقبل الفضل على ابن السمّاك فقال:

- «سبحان الله وهل يتخالج أحدا شكّ أنّ أمير المؤمنين مصروف إلى الجنّة، إن شاء الله، لقيامه بحقّ الله وعدله فى عباده وفعله.» قال: فلم يحفل بذلك ابن السمّاك [٢٠] ولم يلتفت إليه، وأقبل على الرشيد فقال:

- «يا أمير المؤمنين إنّ هذا- يعنى الفضل بن الربيع- ليس والله معك ولا عندك فى ذلك اليوم، فاتّق الله وانظر لنفسك.» قال: فبكى هارون حتّى أشفقنا عليه، وافحم الفضل فلم ينطق بحرف.

واستدعاه يوما آخر، فبينا هو عنده إذ استسقى الرشيد ماء فلمّا حمل إليه وأهوى بالاناء إلى فيه، قال له ابن السمّاك:

- «على رسلك يا أمير المؤمنين، بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشترى؟» قال: «بنصف ملكي [١] قال: «اشرب هنّأك الله.» فلمّا شربها قال:

- «فأسألك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشتريها؟» قال: «بجميع ملكي.» قال ابن السمّاك:

- «إن ملكا قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه.»


[١] . الضبط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>