للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمواضع حظّى ما أرجو أن يحسن معه النظر لنفسي، ويضع عنّى مؤونة استزادتى.» وكتب الرسول الذي توجّه بهذه الكتب إلى بغداد إلى المأمون وذى الرئاستين:

«أمّا بعد، فإنّى وافيت البلدة وقد أعلن خليطك بتنكيره، وقدّم علما من اعتراضه ومفارقته، وأمسك عمّا يجب ذكره وتوفيته بحضرته، ودفعت كتبك فوجدت أكثر الناس ولاة السرائر وبغاة العلانية، ووجدت المسرفين بالرغبة لا يحوطون غيرها ولا يبالون ما احتملوا فيها والمنازع مختلج الرأى [٤٧] لا يجد دافعا منه عن همّه، ولا داعيا إلى لزوم حجّة فى عامّه، والملحّون بأنفسهم يحبّون تمام الحدث ليسلموا من متهدم حدثهم، والقوم على جدّ، فلا تجعلوا للتوانى فى أمركم نصيبا والسلام.» فلمّا جاء الخبر إلى المأمون موافقا لسائر ما ورد عليه من الكتب، قد شهد بعضها لبعض، قال لذي الرئاستين:

- «أمور قد كان الرأى أخبر عن غيبها [١] . ثمّ هذه طوالع تخبر عن أواخرها، وكفانا أن نكون مع الحقّ ولعلّ كرها يسوق خيارا.» ثمّ أشخص طاهر بن الحسين، وضمّ إليه ثقات قوّاده وأجناده، فسار


[١] . كذا فى الأصل وآ. ما فى الطبري (١١: ٧٩٣) : عينها.

<<  <  ج: ص:  >  >>