للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «لعنك الله، أما تعرفين من الغناء شيئا سوى هذا الفنّ؟» فقالت: «يا سيّدى ما تغنّيت إلّا بما ظننت أنّك تحبّه، وما أردت ما تكرهه، وما هو إلّا شيء جاءني.» ثمّ أخذت تغنّى:

أما وربّ الّسكون والحرك ... إنّ المنايا كثيرة الشّرك

ما اختلف الليل والنّهار ولا ... دارت نجوم السّماء فى الفلك

إلّا لنقل السّلطان من ملك ... عات بسلطانه إلى ملك

وملك ذى العرش دائم أبدا ... ليس بفان ولا بمشترك [١١٢]

فقال لها:

- «قومي، غضب الله عليك ولعنك.» فقامت.

وكان له قدح من بلّور حسن الصنعة، وكان محمد يسمّيه: زبّ رباح، وكان موضوعا بين يديه فقامت الجارية منصرفة، فسحبت عليه رداؤها فكسرته وقالت:

- «تعس وانتكس الشيطان.» فقال إبراهيم: فقال لى:

- «ويحك يا إبراهيم أما ترى ما جاءت به هذه الجارية، ثمّ ما كان من كسر القدح؟ والله ما أظنّ أمرى إلّا وقد قرب.» فقلت: «يطيل الله بقاءك ويعزّ ملكك ويديم نعمتك ويكبت عدوّك.» فما استتم الكلام حتّى سمعنا صوتا عن دجلة:

<<  <  ج: ص:  >  >>