للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا رأى الحسن بن سهل أنّ أبا السرايا يهزم عساكره [١٣٢] ولا يتوجّه إلى بلدة إلّا افتتحها ولم يجد فى قوّاده من يكفيه حربه، تذكّر هرثمة. وكان هرثمة لمّا قدم الحسن بن سهل العراق واليا من قبل المأمون سلّم إليه ما كان بيده من الأعمال وتوجّه نحو خراسان مغاضبا، فبلغ حلوان وبعث إليه الحسن السندي وصالحا صاحب المصلّى يسأله الانصراف إلى بغداد لحرب أبى السرايا فامتنع وأبى وقال:

- «تذكروننا عند البلاء.» فانصرف رسل الحسن إليه بإباءه وتمنّعه فأعاد إليه السندي بكتب لطيفة ورسائل تشبه الكتب، فأجاب وانصرف إلى بغداد فقدمها فى شعبان وتهيّأ للخروج.

وأمر الحسن علىّ بن أبى سعيد أن يخرج إلى ناحية المدائن وواسط والبصرة وتهيئوا لذلك وبلغ الخبر أبا السرايا وهو بقصر ابن هبيرة، فوجّه إلى المدائن فدخلها أصحابه فى شهر رمضان وتقدّم هو بنفسه حتّى نزل صرصر.

وكان هرثمة أنفذ منصور بن المهدى إلى الياسرية فخرج وعسكر بها. فلمّا قدم هرثمة خرج فعسكر بالسفينتين بين يدي منصور ثمّ شخص إلى نهر صرصر بإزاء أبى السرايا والنهر بينهما. [١٣٣] وتوجّه علىّ بن سعيد من طريق كلواذى إلى المدائن فقاتل أصحاب أبى السرايا وهزمهم وأخذ المدائن وبلغ أبا السرايا فرجع من نهر صرصر إلى قصر ابن هبيرة وأصبح هرثمة فجدّ فى طلبه فوجد جماعة كبيرة فقتلهم وبعث برؤوسهم إلى الحسن بن سهل ثمّ صار إلى قصر ابن هبيرة فكانت بينه وبين أبى السرايا وقعة قتل فيها من أصحاب أبى السرايا خلق كثير وانحاز أبو السرايا إلى الكوفة.

فوثب محمد بن محمد ومن معه من الطالبيّين على دور بنى العبّاس

<<  <  ج: ص:  >  >>