للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتابا عن أخيه عيسى. فبعث خزيمة إلى بنى هاشم والقوّاد فأعلمهم الخبر وقرأ عليهم كتاب عيسى بن [١] محمد بن أبى خالد إليه وأنّه يكفيهم الحرب، فرضوا به.

وصار عيسى مكان أبيه وانصرف أبو زنبيل من عند خزيمة حتّى أتى زهير بن المسيّب، فأخرجه من محبسه وضرب عنقه ونصب رأسه على رمح وأخذوا جسده، فشدّوا فى رجله حبلا وطافوا به على دوره ودور أهل بيته، ثمّ أداروا [٢] به فى الكرخ وردّوه إلى باب الشام، ولمّا جنّ عليهم الليل رموه فى دجلة.

ورجع أبو زنبيل إلى أخيه عيسى، فوجّهه عيسى إلى فم الصراة، وبلغ الحسن بن سهل موت محمد بن أبى خالد، فخرج من واسط ووجّه حميد بن عبد الحميد الطوسي وسعيد بن الساجور وغيره من القوّاد، فلقوا أبا زنبيل بفم الصراة فهزموه فانحاز إلى أخيه هارون بالنيل، ثمّ رجعوا إلى هارون فقاتلوه وهزموه مع أخيه أبى زنبيل، فخرجا هاربين إلى المدائن وبلغ الخبر بنى هاشم وقوّاد بغداد، فجدّوا فى الخلاف على الحسن بن سهل وقالوا:

- «لا نرضى [١٤٧] بالمجوسي بن المجوسي بن سهل حتّى نطرده ويرجع إلى خراسان ونخلع المأمون.» وتراضوا أيّاما.

ثمّ أرادوا منصور بن المهدى على أن يعقدوا له الخلافة فأبى عليهم. فما زالوا به حتّى صيّروه أميرا وخليفة للمأمون بالعراق. وقوى أمر عيسى بمن ذكرنا وكثر جنده فأمره باحصائهم فكانوا مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا بين فارس وراجل. فأعطى الفارس أربعين درهما والراجل عشرين درهما.


[١] . كذا فى الأصل: عيسى بن محمد. فى آ: عيسى ومحمد.
[٢] . كذا: أداروا به. فى آ: داروا به.

<<  <  ج: ص:  >  >>