للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الجمعة فى أصل المنبر، فلمّا كانت سنة سبع ومائتين بعد ولاية طاهر بن الحسين بسنتين حضرت الجمعة، فصعد طاهر المنبر فخطب، فلمّا بلغ إلى ذكر الخليفة أمسك عن الدعاء له وقال:

- «اللهم أصلح أمّة محمد بما أصلحت به أولياءك واكفها مؤونة من بغى لها السوء وأرادها بمكروه بلمّ الشعث وحقن الدماء وإصلاح ذات البين.» قال: فقلت فى نفسي: أنا أوّل مقتول لأنّى لا أكتم الخبر. فانصرفت واغتسلت ووصّيت وائتزرت بإزار ولبست قميصا وارتديت رداء وطرحت السواد [١٧٥] وكتبت إلى المأمون.

قال: فلمّا صلّى العصر دعاني، وحدث حادث فى جفن عينه وفى ماقه [١] فسقط ميتا. فخرج طلحة بن طاهر فقال:

- «ردّوه ردّوه» .

وقد خرجت فردّونى وقال:

- «هل كتبت بما كان؟» قلت: «نعم.» قال: «فاكتب بوفاته.» فأعطانى مالا وثيابا. فكتبت بوفاته وقد قام طلحة بالجيش.

قال: فوردت الخريطة على المأمون بخلعه. فدعا ابن أبى خالد فقال:

- «اشخص الآن فأت به كما زعمت وضمنت.» قال: «أبيت ليلتي؟» قال: «لا لعمري ولا تبيت إلّا على الظهر.» فلم يزل يناشده حتّى أذن له فى المبيت، ووافت الخريطة بموته ليلا،


[١] . كذا فى الأصل وآ والطبري (١١: ١٠٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>