فإذن، القسم الأوّل للكتاب بنى على جاويدان خرد من تأليف قدامى الفرس، والقسم الثاني هو آداب الأمم الأخرى، بدأها بآداب الفرس المتأخرين (إلى ما قبل الإسلام) . وأمّا آداب الأمم الأخرى فهي: آداب الهند، آداب العرب، آداب الروم (منها لغزقابس) ، حكم الإسلاميين.
١٠. آداب الدنيا والدين. ذكره العاملي (١٠: ١٤٥) وصاحب الذريعة (١: ٣٨٧) بفارق أنّ الأخير ضبطه «أدب الدنيا والدين» ومصدرهما صاحب الروضات الذي نقل بدوره عن النراقي في الخزائن. كلّ ما نقله الخوانساري بشأن هذا الكتاب هو ما أورده في حاشية الروضات (١: ٢٥٥) وهذا نصّه:
«وقال المحقّق النراقي في كتابه الخزائن: قال (ابن) مسكويه في كتاب آداب الدنيا والدين: الفرق بين السرف والتبذير، أنّ السرف هو الجهل بمقادير الحقوق، والتبذير هو الجهل بمواقع الحقوق. انتهى.» .
ثم قال صاحب الروضات:«وظنّى أنّ الغالب على كتابه هذا الذي لم نذكره في المتن، متون اللغة، وأصول المعرفة مع شيء من مراسم الشريعة وأحاديث العلم والحكمة، فيلاحظ إن شاء الله منه ره.» ١١. أنس الفريد. هذا هو عنوانه عند أبى سليمان في الصوان:(٢٤٧) ، وياقوت (٥: ١٠) والقفطي (٣٣١) والشهرزوري (أنظر عزّت: ١٤٤) ، وعنوانه: نديم الفريد، عند كلّ من الخوانساري (١: ٢٥٥) والعاملي (١٠: ١٤٦) .
قال ياقوت:«وله كتاب أنس الفريد وهو مجموع يتضمّن أخبارا وأشعارا وأمثالا غير مبوّب» .
وقال القفطي:«فمن تصانيفه كتاب أنس الفريد وهو أحسن كتاب صنّف في الحكايات القصار والفوائد اللّطاف.» قال آدم متز (١: ٤٦٨) ، وذلك بعد أن تحدّث عن تطور القصص المسلّية والأسمار الأجنبيّة الظاهرة في فنّ القصة منذ القرن الثالث، قال: «وأخيرا جاء دور مسكويه، وكان أكبر مؤرّخى القرن الرابع، فألّف كتاب أنس الفريد وهو أحسن كتاب صنّف في الحكايات القصار