للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن سنباط عن دابّته ودنا منه فقبّل يده ثمّ قال:

- «يا سيّدى [١] إلى أين؟» قال: «أريد بلاد الروم- أو موضعا سمّاه.» فقال له:

- «لا تجد أحدا أعرف بحقّك ولا أحقّ أن تكون عنده منّى. أنت تعرف موضعي، ليس بيني وبين السلطان عمل ولا يدخل علىّ أحد من أصحاب السلطان، وأنت عارف بقصتي وبلدي وكلّ من ها هنا من البطارقة، إنّما هم أهل بيتك قد صار لك منهم أولاد.» وذلك أنّ بابك كان إذا علم أنّ عند أحد البطارقة بنتا أو أختا جميلة وجّه يطلبها، فإن بعث بها وإلّا بيّته وأخذها وأخذ جميع ما له من متاع وغيره.

ثمّ قال له ابن سنباط:

- «صر عندي فى حصني [٢٣٩] فإنّما هو منزلك وأنا عبدك فكن فيه شتوتك هذه ثمّ ترى رأيك.» وكان بابك قد أصابه الضرّ والجهد فركن إلى كلام سهل بن سنباط وقال له:

- «ليس يستقيم أن أكون أنا وأخى فى موضع واحد، لعلّه أن يعثر بأحدنا فيبقى الآخر، ولكنّى أقيم عندك وتوجّه [٢] عبد الله أخى إلى ناحية ابن اصطفانوس، لأنّه ليس لنا خلف يقوم بدعوتنا.» فقال له ابن سنباط:

- «ولدك كثير.» قال: «ليس فيهم خير.»


[١] . فى الأصل: يا سيّده. فى آ: يا سيدي. وفى الطبري (١١: ١٢٢٣) : يا سيداه.
[٢] . كذا فى الأصل: توجّه. فى الطبري (١١: ١٢٢٣) : يتوجّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>