قال:«لا.» قالوا: «هذا المازيار.» قال: «نعم قد عرفته الآن.» قالوا: «هل كاتبته؟» قال: «لا.» قالوا لمازيار:
- «هل كتب إليك؟» قال: «نعم كتب أخوه خاش إلى أخى قوهيار أنه لم يكن ينصر هذا الدين الأبيض غيرى وغير أخيك وأنه بحمقه قتيل نفسه، ولقد جهدت أن أصرف عنه الموت فأبى حمقه إلّا أن دلّاه فيما وقع فيه، فإن خالفت لم يكن للقوم من يرمونك به غيرى ومعى من الفرسان وأهل النجدة والبأس، فإن وجّهت إليك لم يبق أحد يحاربنا إلّا ثلثة: العرب والمغاربة والأتراك. والعربي بمنزلة الكلب [١] ، اطرح له كسرة ثمّ اضرب رأسه بالدبّوس، وهؤلاء الذباب يعنى المغاربة إنّما هم أكلة رأس، وأولاد الشياطين- يعنى الأتراك- فإنما هي ساعة حتى تنفد سهامهم ثمّ تجول الخيل عليهم جولة فتأتى على آخرهم، ويعود الدين إلى ما لم يزل عليه أيّام العجم.» فقال الأفشين:
- «هذا يدّعى على أخى وأخيه ودعوى لا تجب علىّ، ولو كتبت هذا الكتاب [٣٠١] لأستميله إلىّ وليثق بناحيتى لكان غير مستنكر، لأنى إذا نصرت الخليفة بيدي لكنت بالجملة أحرى أن أنصره لآخذ قفاه وآتى به الخليفة فأحظى به عنده كما حظى عبد الله بن طاهر بمجيء المازيار.»
[١] . ما فى الأصل مهمل. والإعجام من تد (٥٢٢) والطبري (١١: ١٣١١) .