كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم

ودخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين - تحرك قوم وأخذهم البيعة على أحمد بن نصر الخزاعي - ج: 4 - ص: 281

الشغب ولا فيما روى عليه من إرادته الخروج عليه ولكنه قال [١] :

- «يا أحمد ما تقول فى القرآن؟» قال: «كلام الله.» قال: «أفمخلوق هو؟» قال: « [هو] [٢] كلام الله.» قال: «فما تقول فى ربّك، أتراه يوم القيامة؟» قال: «يا أمير المؤمنين [٣١٢] جاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه أنّه قال ترون ربّكم يوم القيامة لا تضامون فى رؤيته.» وحدّثنى سفيان بن عينيه بحديث يرفعه أن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الله. فقال له إسحاق بن إبراهيم:

- «ويلك انظر ما تقول.» قال: «أنت أمرتنى بذلك.» فأشفق إسحاق من كلمته.

قال: «أنا أمرتك بذلك؟» قال: «نعم أمرتنى أن أنصح لك ولأمير المؤمنين ومن نصيحتي له ألّا يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه.» فقال الواثق لمن حوله:

- «ما تقولون فيه؟» فأكثروا. فقال عبد الرحمن بن إسحاق وكان قاضيا على الجانب الغربي وهو صديق لأحمد بن نصر:

- «يا أمير المؤمنين هو حلال الدم.»

---

[١] . انظر الطبري (١١: ١٣٤٧) .
[٢] . ما بين المعقوفتين أضفناه من تد (٥٣١) .