للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأى ما كان حمل من الموصل ومن الشام وهو خمسمائة ألف دينار وفى بيت مال أمّ المستعين قيمة ألفى ألف دينار وفى بيت مال ابن المستعين قيمة ستمائة ألف دينار وكتب نسخة البيعة التي أخذت للمعتزّ بسرّ من رأى على النسخة المعروفة.

وأحضر أبو أحمد بن الرشيد محمولا فى محفّة وأمر بالبيعة فامتنع، وقال للمعتزّ:

- «بل كنت مكرها وخفت السيف.» فقال أبو أحمد:

- «ما علمت أنّك أكرهت وقد بايعنا هذا الرجل. أفتريد أن نطلّق نسائنا وتخرجنا عن أموالنا ولا ندري ما يكون أن تركتني على أمرى حتّى يجتمع الناس وإلّا فهذا السيف.» فقال المعتزّ:

- «اتركوه.» فردّ إلى منزله من غير بيعة.

ولمّا بايع المعتزّ الأتراك ولّى عمّاله وأصحاب دواوينه، واتصل محمد بن عبد الله خبر البيعة للمعتزّ وتوجيهه العمّال. فأمر بقطع الميرة عن أهل سرّ من رأى وكتب إلى مالك [١] بن طوق بالمصير إلى بغداد هو ومن معه من [٣٧٨] أهل بيته وجنده والى نجوبة [٢] بن قيس وهو على الأنبار بالجمع والاحتشاد وإلى سليمان بن عمران الموصلي فى جمع السفن ومنع الميرة أن تنحدر إلى سرّ من رأى ومنع أن يصعد شيء من الميرة من بغداد، وأخذت سفينة فيها أرز وسقط فهرب الملّاح وبقيت حتّى غرقت.


[١] . ضبط الأصل: ملك.
[٢] . كذا فى تد (٥٧٩) والطبري (١٢: ١٥٥٠) : نجوبة. ما فى الأصل: بحونة.

<<  <  ج: ص:  >  >>