قال:«دعني حتّى أنظر ويخرج إليكم أمرى بالغداة.» فلمّا جنّه الليل دعا بزورق فركبه مع خادمين معه وحمل معه شيئا من المال ولم يحمل معه سلاحا ولا سكّينا ولا عمودا، ولا يعلم أهل عسكره بذلك من أمره، والمعتزّ فى غيبة بغا لا ينام إلّا فى ثيابه وعليه السلاح ولا يشرب نبيذا وجميع جواريه على رجل. فصار بغا إلى الجسر فى الثلث الأوّل. فلمّا قرب الزورق من الجسر بعث الموكلون به من ينظر من فى الزورق. ثمّ صاحوا بالغلام فرجع إليهم وخرج بغا فى البستان الخاقاني، فلحقه عدّة منهم، فوقف لهم وقال:
- «أنا بغا.» ولحقه وليد المغربىّ فقال له:
- «ما لك جعلت فداك؟»[٤٢٣] قال: «إمّا أن تذهب بى إلى منزل صالح بن وصيف وإمّا أن تصيروا معى حتّى أحسن إليكم.» فوكّل به وليد المغربي، ثمّ مرّ يركض إلى الجوسق فاستأذن على المعتزّ، فأذن له فقال:
- «يا سيدي هذا بغا قد أخذته وقد وكّلت به.» قال: «ويلك جئني برأسه.» فرجع الوليد إليه فقال للموكّلين:
- «تنحّوا عنّى حتّى أبلغه الرسالة.» وضربه ضربة على جبهته ثمّ على يده فقطعها. ثمّ ضربه حتّى صرعه وذبحه وحمل رأسه فى بركة [١] قبائه، وأتى به المعتزّ، فوهب له عشرة آلاف
[١] . كذا فى الأصل وآ والطبري (١٢: ١٦٩٤) : بركة. فى مط: تركة.