- «ما هذه الغبرة.» فقيل: «هذه غبرة مواشى أهل القرية منصرفة إلى أهلها.» ثمّ لم يكن إلّا كلّا ولا [١] حتّى [٤٢٦] وافاه يعقوب فى أصحابه فأحاط به وبأصحابه. فذهب أصحاب طوق لمّا أحيط بهم يريدون المدافعة عن أنفسهم.
فقال يعقوب لأصحابه:
- «أفرجوا عن القوم.» فأفرجوا لهم فمرّوا هاربين على وجوههم وخلّوا كلّ شيء لهم، وأسر يعقوب طوقا. وكان علىّ بن الحسين وجّه طوقا وحمّله صناديق فى بعضها أطوقة وأسورة وفى بعضها أموال وفى بعضها قيود وأغلال ليطوّق ويجوّز ويسوّر من أبلى وأحسن وليقيّد من أسر وأخذ من أصحاب يعقوب.
فلمّا أسر يعقوب طوقا ورؤساء جيشه أمر بحيازة كلّ من كان مع طوق وأصحابه من المال والأثاث والكراع والسلاح، فحيز ذلك كلّه وجمع إليه.
فلمّا أتى بالصناديق أمر بفتح بعضها فإذا فيه قيود وأغلال فقال لطوق:
- «يا طوق ما هذه القيود والأغلال؟» قال: «حمّلنيها علىّ بن الحسين على رسم العساكر لأقيّد بها الأسرى وأغلّهم.» فقال يعقوب: «يا فلان اجعل أكبرها وأثقلها فى رجل طوق وعنقه، والباقية فى أرجل أصحابه وأعناقهم.» ولم يزل يفتح الباقية من الصناديق حتّى فتحت صناديق الأطواق والأسورة فقال:
- «يا طوق ما هذه؟»
[١] . كذا فى الأصل وآ ومط والطبري (١٢: ١٧٠٠) : إلّا كلّا ولا.