فأبوا إلّا ما سألوا أوّلا. فأخذت عليهم البيعة وأقبلت الرسل تختلف بين العسكرين والذي يريد موسى بن بغا أن يولّى ناحية ينصرف إليها والذي يريد القوم من موسى أن يقبل فى غلمانه ليناظرهم. فلمّا كان من الغد أخذ موسى ومفلح طريق خراسان ومضى بايكباك- فى هذه الرواية- ومن معه من القوّاد حتّى دخلوا الدار، فأخذت سيوفهم ومناطقهم، وأقبل المهتدى على بايكباك يعدّد ذنوبه من الإسلام وأبطأ خبره على أصحابه فقال لهم حاجبه أحمد بن خاقان:
- «اطلبوا صاحبكم قبل أن يحدث به حدث.» فجاشت الترك وأحاطوا بالدار، فاستشار المهتدى صالح بن علىّ بن يعقوب بن أبى جعفر المنصور فقال:
- «يا أمير المؤمنين، هو حديث أبى مسلم مع المنصور، فلو فعلت ما فعل لسكتوا.» فأمر المهتدى بضرب عنقه ورمى برأسه إليهم. ففعل ذلك فتناجزوا [١] وجاشوا وشدّ واحد منهم على من رمى بالرأس إليهم فقتله.
ووجّه المهتدى إلى الأسروشنية والمغاربة والفراغنة والأتراك الذين بايعوه على الدرهمين فجاءوه وكثر القتلى فيقال:[٤٧٥] إنّه قتل من الأتراك نحو من أربعة آلاف.
ثمّ اجتمع الأتراك كلّهم وصار أمرهم واحدا فكانوا نحو عشرة آلاف وكان مع ما اجتمع من الأتراك إلى المهتدى نحو خمسة عشر ألفا.
فخرج المهتدى والمصحف فى عنقه، وعبّأ الناس وقاتل ودعا الناس إلى أن ينصروا خليفتهم. فلمّا التحم الشرّ مال الأتراك الذين مع المهتدى إلى