والسميريّات وكان أمضاه على مقدّمته يعلمه أنّ سليمان بن جامع قد وافى فى خيله ورجاله وشذاءاته والجبّائى يقدمه حتّى نزل الجزيرة التي بحضرة بردودا، فرحل أبو العباس حتّى وافى جرجرايا ثمّ فم الصّلح ثمّ ركب الظهر حتّى وافى الصّلح ووجّه طلائعه لتعرف الخبر، فأخبروه بموافاة القوم وجمعهم وأنّ أوّل [٥١٩] جيشهم بالصّلح وآخرهم ببستان موسى بن بغا أسفل واسط. فلمّا عرف ذلك عدل عن سنن الطريق وسار معترضا ولقى أصحابه أوائل القوم فتطاردوا لهم وأمعن الزنج فى طلبهم فجعل الناس يقولون:
- «اطلبوا أميرا للحرب فإنّ أميركم مشغول بالصيد.» فلمّا قربوا من أبى العباس بالصّلح خرج عليهم فيمن معه من الخيل والرجل وأمر فنودي:
- «نصير، إلى أين تتأخّر عن هؤلاء الكلاب؟ ارجع إليهم.» فرجع نصير وركب أبو العباس فى سميرية وحمل الناس من كلّ جهة فانهزم الزنج وأصحاب أبى العباس يقتلونهم إلى أن وافى بهم قرية عبد الله وهي على ستّة فراسخ من الموضع الذي لقوهم. وأخذوا عدّة شذاءات وسميريّات واستأمن قوم وغرق قوم.
فكان ذلك أول فتح فتح على أبى العباس. وأشار على أبى العباس قوّاده ونصحاؤه أن يجعل معسكره بالموضع الذي كان انتهى إليه، إشفاقا عليه من مقاربة القوم. فأبى وقال:
- «فأين التيقّظ.» فنزل واسطا.
ولمّا انهزم سليمان بن جامع وأصحابه توافوا بنهر الأمير.
وكان القوم حين لقوا أبا العباس أجالوا الرأى بينهم فقالوا: