ذكر الخبر عن ذلك كان عمرو سأل المعتضد أن يولّيه ما وراء النهر، فولّاه ذلك، ووجّه إليه وهو بنيسابور بالخلع واللواء، فخرج عمرو لمحاربة إسماعيل بن أحمد، فكتب إليه إسماعيل:
- «إنّك قد ولّيت دنيا عريضة، وإنّما فى يدي ما وراء النهر وأنا فى ثغر، فاقنع بما فى يدك واتركني بهذا الثغر.» فأبى إجابته، فذكر له أمر نهر بلخ وشدّة عبوره فقال:
- «لو شئت أن أسكره ببدر الأموال وأعبره لفعلت.» فلمّا يئس إسماعيل من انصرافه عنه جمع من معه من الجند والتّنّاء [١] والدهاقين وعبر النهر إلى الجانب الغربي. وجاء عمرو فنزل بلخ وأخذ إسماعيل عليه النواحي فصار كالمحاصر، وندم على ما فعل وطلب المحاجزة، فأبى إسماعيل عليه ذلك. فلم يكن بينهما كثير قتال حتى هزم عمرو فولّى هاربا ومرّ بأجمة فى طريقه [١١] قيل له: إنّها أقرب. فقّال لعامّة من معه:
- «امضوا فى الطريق الواضح.» ومضى فى نفر يسير فدخل الأجمة، فوحلت دابّته ولم يكن له فى نفسه حيلة. ومضى من معه ولم يلووا عليه، وجاءت أصحاب إسماعيل فأخذوه أسيرا.