داود بن الجرّاح وللقرابة بينهما فلم يظهر أبو الحسن ذلك للمقتدر ولا ذكره.
ونوّه باسم سليمان وقلّده مجلس العامّة رئاسة.
ثمّ إن سليمان جنى على نفسه بالسعي لأبى الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الحميد فى الوزارة، وعمل فى ذلك نسخة بخطّه عن نفسه إلى المقتدر بالله [٧٥] يسعى فيها بأبى الحسن وبأمواله وضياعه وكتّابه وأسبابه وكانت الرقعة فى كمّه ودخل دار ابن الفرات وهي معه وقام ليصلّى صلاة المغرب مع جماعة من الكتّاب فى دار ابن الفرات، فسقطت الرقعة من كمّه وظفر بها الصقر بن محمّد الكاتب لأنّه كان يصلّى إلى جنبه. فأقبل بها مبادرا إلى الوزير من وقته، فقبض عليه وأحدره فى زورق مطبق إلى واسط، ووكّل به وصودر وجرى على طبعه وشاكلته، فأحسن إليه وقلّده.
وفيها كوتب أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان فى قصد أخيه الحسين ومحاربته وأمدّ بالقاسم بن سيما فى أربعة آلاف، فاجتمعا ولقيا الحسين فانهزما وانحدر إبراهيم بن حمدان لإصلاح أمر أخيه الحسين، فأجيب إلى ما التمس. وكتب للحسين أمان وصار إلى الحضرة ونزل فى الصحراء من الجانب الغربي ولم يدخل دار السلطان، وقلّد أعمال الحرب بقم وحملت إليه الخلع، فلبسها ونفذ إلى قم وانصرف عنها العبّاس بن عمرو.
وفيها قدم بارس غلام إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان فى أربعة آلاف غلام أتراك وغيرهم وصار إلى بغداد مستأمنا وكان مولاه اتبعه إلى الرىّ مظهرا الاستيحاش من قبول السلطان غلامه. فكاتبه [٧٦] ابن الفرات بما سكّن منه حتّى عاد إلى خراسان وقلّد بارس دار ربيعة فأنفذه إليها وقلّد يوسف بن أبى الساج أعمال أرمينية وأذربيجان وعقد له عليها وضمّنه إيّاها بمائة ألف وعشرين ألف دينار فى كلّ سنة محمولة إلى بيت مال العامّة بالحضرة، فسار من الدينور إليها.