عمّاله بالسواد وبالمشرق والمغرب، وصادرهم سوى أبى الحسين وأبى الحسن ابنى أبى البغل، فإنّه أقرّهما على ما كانا يتولّيانه من أعمال إصبهان والبصرة، لعناية أمّ موسى [١١٠] بهما. وقبض على أبى علىّ الخاقاني وتتبّع أسبابه، وألزم جميعهم مصادرة ثانية أدّوها، وطالب العمّال المصروفين بالمصادرة وأن يظهروا المرافق ويؤدّوها، ونصب ديوانا للمرافق، وكان ضمن للمقتدر ووالدته من هذه الجهة كلّ يوم ألفا وخمسمائة دينار، وكانت تنسب إلى مال الخريطة، فكان يحملها ولا يمكنه الإخلال بها وكان منها للمقتدر فى كلّ يوم ألف دينار، وللسيّدة فى كلّ يوم ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون دينارا، وثلث، وللأميرين أبى العبّاس وهارون ابني المقتدر فى كلّ يوم مائة وستّ وستّون دينارا وثلثا.
وكان ابن الفرات قد اتّسع بما كان استسلفه [١] علىّ بن عيسى من الخراج، فإنّه قد كان جبى قطعة منه قبل الافتتاح وابتدأ بذلك قبل صرفه بعشرة أيّام، وأعدّ المال فى بيت المال لينفقه فى العيد فى إعطاء الحشم والفرسان والأتراك، فقويت نفس ابن الفرات به وانضاف إلى ذلك جملة عظيمة راجت له من مال المصادرات والضمانات، وأموال سفاتج وردت من فارس وإصبهان ونواحي المشرق فى درج كتب بحمول كتبت على أنها تصل إلى علىّ بن عيسى، فأطلق جميع ذلك فى الفرسان والحشم والخدم ومهمّ النفقات.
وكان الغالب [١١١] على أمر الدواوين والأعمال فى أيّام وزارة ابن الفرات هذه من بين سائر كتّابه أبو بشر عبد الله بن فرجويه، وكان السبب فى ذلك أنّه سلم من النكبة وقت القبض على ابن الفرات فى الدفعة الأولى، واستتر