فلمّا رأى ابن أبى الساج هذه الحال انصرف عن الرىّ وأعمالها بعد أن أخربها وجبى مالها لسنة أربع وثلاثمائة فى مدّة قريب، وقلّد مونس الرىّ وقزوين وصيفا البكتمرّى، ورضى ابن أبى الساج بأن يجدّد له العهد والولاية للأعمال التي كانت إليه أوّلا، وأشار ابن الفرات بقبول ذلك منه وضمن أن يلزمه بهذا السبب حمل جملة من المال إلى بيت المال يحسن موقعها، فعارض ذلك نصر الحاجب وابن الحوارى وقالوا:
- «لا يجوز أن يقرّ على أرمينية وأذربيجان إلّا بعد أن يرد الحضرة ويطأ البساط.» ونسبوا ابن الفرات إلى مواطأته، فأقام المقتدر على أنّه لا بدّ من محاربته، أو يرد الحضرة، وكتب إلى مونس بالتعجّل إليه لمحاربته. [١١٧] فلمّا رأى ابن أبى الساج أنّ دمه على خطر، حارب مونسا بسراة من بلد أذربيجان فانهزم مونس إلى زنجان، وقتل من قوّاد السلطان سيما، واستأسر ابن أبى الساج جماعة من قوّاد مونس فيهم هلال بن بدر، وأدخلهم إلى أردبيل مشهرين وأقام مونس بزنجان يجمع ليوسف، وهو مع ذلك يكاتبه ويراسله، وابن أبى الساج يلتمس منه الصلح ومونس لا يقبل منه إلّا المصير إلى الحضرة.
وكان ابن أبى الساج أبقى على مونس لمّا انهزم حتّى سلم فى ثلاثمائة غلام، ولو أراد ابن أبى الساج لأسره فكان مونس يشكر [١] ابن أبى الساج على هذه الحال.
فلمّا كان فى المحرّم بعد ذلك فى أيّام وزارة حامد بن العبّاس واقع مونس يوسف بن أبى الساج الوقعة الأخرى بأردبيل، فأسر يوسف وبه