للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثعبانى فأدّى ستين ألف دينار بعد أن استماح الناس وأسعفه علىّ بن عيسى بعشرة آلاف درهم وأقام شهورا كثيرة يستميح الناس حتّى صحّح ما بذل خطّه به وكثرت الشفاعات فيه فردّه حامد إلى منزله.

وجهد حامد فى أن يسلّم إليه ابن الفرات فقال المقتدر:

- «أنا أسلّمه إليك وأوكّل به خادما يحفظ نفسه.» فقال حامد:

- «إذا علم ابن الفرات أنّه يحرس من المكروه تماتن.» فقال المقتدر:

- «أنا أسلّمه [١] إلى علىّ بن عيسى أو إلى شفيع اللؤلؤي فإنّى أثق بهما.» وكان المقتدر يروّى [٢] فى أمر ابن الفرات فتارة تشره نفسه إلى [١٤٠] المال وتارة يكره أن يتلف فى يد حامد. فعرفت زيدان القهرمانة هذه الحالة من المقتدر وأعلمتها ابن الفرات، فأظهر ابن الفرات أنّه رأى أخاه أبا العبّاس فى النوم ووصّاه وقال له:

- «أدّ المال فإنّ القوم ليس يريدون نفسك وإنّما يريدون مالك.» وأنّه قال:

- «قد أدّيت إليهم جميع مالي.» وأنّ أخاه أجابه بأن قال [٣] :

- «لم تؤد إليهم المال الفلاني.» فقلت: «إنّ معظم ذلك لورثتك.» فقال: «أدّه فإنّا جمعناه من أسلافهم وادّخرناه لمثل هذا اليوم.»


[١] . أسلّمه: كذا فى الأصل. وما فى مط: أصله.
[٢] . يروّى فى أمر ابن الفرات: العبارة سقطت من مط، ولا بدع.
[٣] . فى مد: قال له: بزيادة «له» على الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>