للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنبرا ومسكا كثيرا أهدى أكثره إلى المقتدر بالله واليسير منه لنفسه ومعى توقيعاته بخطّه بتواريخ أوقاته.» واستدعى أن يجمع بينه وبين ابن الفرات فأنفذه حامد إلى دار السلطان وأوصله مفلح إلى ابن الفرات حتّى ذكر له ذلك فصدّقه وقال له:

- «لا تلمني على ما كتبت به فقد كنت أنسيت ما جرى فيه ولعمري لقد كنت جعلت مال الوديعة محسوبا لك فى ثمن العطر.» وكتب ابن الفرات خطّه بصحة ما قاله ابن قرابة فسلّمت الدنانير لابن الفرات وكان هذا الفعل من ابن قرابة أوكد أسباب تحقّقه فيما بعد ذلك بابن الفرات. وقد كان ابن الفرات أودع القاضي أبا عمر مالا لابنه الحسن بن دولة فلحقت أبا عمر رهبة شديدة من حامد لبسطه يده على القضاة والشهود [١٤٢] فاعترف أبو عمر القاضي أنّ لابن الفرات عنده وديعة لمّا سأله حامد هل عنده وديعة. فأمر بإحضاره فأحضره وأدّاه وبلغ ذلك ابن الفرات فتنكّر لأبى عمر.

فحكى أنّ أبا بكر ابن قرابة قال: لمّا خلع على ابن الفرات للوزارة الثالثة كنت أوّل من لقيه فى دهليز الحجبة المتصل بباب الخاصة فقال:

- «يا با بكر تقرّب أبو عمر بوديعتى وعرّضنى [١] قال: فقلت:

- «الوزير أيّده الله صادق فمن أخبره؟» فأومأ إلى زيدان القهرمانة وأن القاضي أبا عمر عرف تنكّر الوزير له.

ووصل إلى منزله وقت العشاء الآخرة فإذا فأبى عمر وابنه جالسين فى مسجد على [٢] بابه فأكبر ذلك ونزل إليهما فحلفا عليه أن يدخل إلى منزله


[١] . فى مط: وغرضي.
[٢] . على: سقطت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>