للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أنا والله أستحليك. [١] فقامت على المحسّن القيامة من هذه الكلمة وغلظت على أبيه أيضا، فأجابه المحسّن بجواب فيه غلظة وأقبل أبوه يسكّنه ويرفق به، ثمّ قال لعلىّ بن عيسى:

- «أبو أحمد كاتب أمير المؤمنين وصنيعته.» وأخذ يصف محلّه منه وتفويضه إليه. وأخذ علىّ بن عيسى فى الاعتذار من تلك الكلمة. ونهض علىّ بن عيسى مع شفيع فأجلسه شفيع فى صدر طيّاره وحمله إلى داره.

وحكى أبو الحسن ابن أبى هشام أنّه كان حاضرا المجلس وأنّه رأى الحسن بن دولة ابن أبى الحسن ابن الفرات خرج فى تلك الحال، فقام له علىّ بن عيسى وقبّل رأسه وعينيه فاستكثر ذلك ابن الفرات وقال له:

- «لا تفعل يا أبا الحسن، هذا ولدك.» ثمّ فتح دواته ووقّع إلى هارون بن عمران الجهبذ أن يحمل إلى أبى الحسن علىّ بن عيسى بلا دعاء ألفى دينار يستعين به على أمره فى مصادرته، وقال لابنه المحسّن:

- «وقّع أنت أيضا بشيء.» فوقّع بألف دينار، ثمّ أحضرا بشر [٢] بن هارون وكتب قبضا لعلىّ بن عيسى من مال مصادرته بهذه الثلاثة الآلاف الدينار. [٢٠١] فانصرف علىّ بن عيسى شاكرا.

ولم يقبل علىّ بن عيسى من أحد من الكتّاب معونة فى مصادرته مع بذل جماعتهم له وحملهم إليه ما أطاق كلّ واحد منهم، إلّا من ابن فرجويه وابني


[١] . كذا فى الأصل: استحليك. فى مط: استحلّك. والمثبت فى مد: يستجليك.
[٢] . فى مط: بسر (بالسين المهملة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>