للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى بأنّه أرفقه فى أيّام تقلّده ديوان المغرب وفى أيّام وزارته فاستعفاه من ذلك.

فقال له ابن الفرات:

- «فكيف واجهتني أنا بأمره ولا تواجهه بأمرى؟» فقال: «ما حمدت معه تلك الحال ولا أستحسنها إلى أحد مع الظاهر من إساءة الوزير إلىّ بتسليمه إيّاى إلى ابن بسطام وبسطه يده علىّ فى أيّام وزارته الثانية، فكيف تستحسنون لى هذه الحال فى معاملة علىّ بن عيسى مع قديم وحديث إحسانه إلىّ.» فأعفاه ابن الفرات من ذلك.

ثمّ قدم محمّد بن علىّ المادرائى ولم يكن تقلّد فى أيّام وزارة حامد ابن العبّاس شيئا من الأعمال، فناظره ابن الفرات على المال الباقي عليه وعلى الحسين بن أحمد من ضمان أجناد الشام ومصر وعن حقّ بيت المال فى ضياعه [١] وهو حينئذ شريك للحسين بن أحمد فى الضمان فاحتجّ فى بعضه.

فقال له ابن الفرات:

- «لست بأفهم من الحسين وقد احتجّ بأكثر ما ذكرت [٢٠٤] فلم تثبت له حجّة.» وأخذ خطّه بلا تهديد ولا مكروه بألف ألف وسبعمائة ألف دينار، ثمّ سلّمه إلى المحسّن وكان فى داره على أتمّ صيانة، وأقام فيها يوما واحدا. وكان المحسّن يتطاول عليه [٢] إذا حضر. ثمّ أطلقه وكان السبب فى ذلك أنّه حمل إليه مالا جليلا وثيابا فاخرة وجواهر نفيسة وخدما روقة.


[١] . كذا فى الأصل ومط: ضياعه. وما فى مد: ضمانه.
[٢] . فى الأصل: يتطاول عليه له. فى مط: يتطاول له.

<<  <  ج: ص:  >  >>