للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه نسخا بما ينفذ منهم إلى الوزير فيوقّع على ظهرها بما يجابون به وتخرج إليه الكتب المكتوبة عن الوزير بعد جمعة وأكثر.

وتقدّم الوزير الخصيبى إلى الحسن بن ثوّابة بأن يقرأ قصص المتظلّمين ويوقّع عنه فيها فى غير يوم المظالم ويجمع القصص فى يوم المظالم ويختصر ما فى الرقعة فإذا قرأها وقّع بحسبه وكان أكثر اعتماده على أموال المصادرين. وكان أوّل المصادرين أبو القاسم الخاقاني واعتنق مونس أمره وذكر للمقتدر أنّه لا فضل فيه للحركة [١] وأنّه قد قرّر أمر مصادرته عن نفسه وابنه وكتّابه المختصين به على مائتي ألف وخمسين ألف دينار. فأمضى المقتدر ذلك وأنفذ خطّه به إلى الخصيبى ووضع الخصيبى، يده على العمّال والكتّاب وجازفهم [٢] فيما صادرهم عليه، فصادر جعفر بن قاسم الكرخي على مائة وخمسين ألف دينار وقبض على المالكي وعلى هشام وعلىّ بن الحسين بن هندي وورثة أبى أحمد الكرخي والحسن بن أبى الحسن ابن الفرات ويحيى بن عمرويه وأبى الحسن بن مابنداذ وإسحاق بن إسماعيل النوبختي ومحمّد بن يعقوب المصري وورثة نصر بن الفتح صاحب بيت المال [٢٤٧] وابن عبد الوهّاب وعبد الله بن جبير.

وكثرت الأراجيف بالخصيبى وأنّه مصروف عن الوزارة، لأنّه حمار لا يحسن شيئا غير المصادرات وهو مشغول بالشرب واللعب وأنّ الأمور كلّها ضائعة والمهمّات واقفة، وأرجف بالوزارة لجماعة.

وفيها كانت وقعة أبى طاهر سليمان بن الحسن القرمطى بالكوفة وأسر قوّاد السلطان.


[١] . فى مط: لا فضل للحركة.
[٢] . فى مد: جاذمهم، خلافا للأصل ومط.

<<  <  ج: ص:  >  >>