والاشتمال عليكم لكم بذلك عهد الله إن عهده كان مسئولا.
- «وإن أبيتم إلّا مكاشفة ومخالفة وإثارة فتنة وتجديد محنة فقد ولّيتكم ما تولّيتم وأغمدت سيفي منكم وتبرّأت إلى الله أن أمدّ باعى إلى أحد منكم ولجأت فى نصرى ومعونتى وكفايتي إلى الله عزّ وجلّ ولم أخرج من منزلي ولم أسلّم الحقّ الذي جعله الله لى إلّا كما خرج عثمان بن عفّان عن داره وكما سلّم حقّه لمّا خذله عامّة ثقاته وأنصاره وكان ذلك حجّة فيما بين الله عزّ وجلّ وبيني ومعذرة وسببا [٣١٧] بإذن الله لما أؤمّله من الفوز فى الدنيا والآخرة والله بصير بالعباد وللظالمين بالمرصاد وحسبي الله ونعم الوكيل.» ولمّا وصلت هذه الرقعة إلى مونس ووقف نازوك وأبو الهيجاء على ما تضمّنت عدلوا إلى مكاتبته بإخراج هارون بن غريب عن بغداد، فأجابهم إلى ذلك وقلّد هارون الثغور الشاميّة والجزريّة من يومه ومضى إلى قطربّل [١] فأقام بها.
ولمّا كان يوم الاثنين لعشر خلون من المحرّم دخل مونس المظفّر والجيش بغداد وعدلوا عن دار السلطان كراهية لمعرّة الجند وظهر عند الناس ظهورا بيّنا وأرجفوا إرجافا قويّا أنّ نازوك وأبا الهيجاء واقفا مونسا المظفّر على الاستبدال به ونصب غيره فى الخلافة.
فلمّا كان يوم الأربعاء لاثنى عشرة ليلة خلت من المحرّم خرج مونس
[١] . قطربّل: قرية بين بغداد والمرزقة، وهي الآن خراب (مراصد الإطلاع) .