للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به خطّه. فلم يقع ذلك من الحسين بن القاسم الموقع الذي قدّره الفضل وتبين منه تكرّها له وظنّ أنّه كالتوبيخ والتقريع وكالزيادة على عمله. فلمّا تبيّن الفضل الصورة راسل المقتدر بما فعله فوقع ذلك عنده أحسن موقع وشاع [١] ما عمله فى الدواوين وتناقلته الرؤساء والكتّاب بينهم.

واتّصل ذلك بالحسين فغلظ عليه وأراد أن يضع منه، فواقف ابن جبير على مهاترته فى المجلس والغضّ منه ففعل ابن جبير ذلك حتّى تكلّم بما لم تجر العادة بمثله والحسين ممسك عن الجميع لا يكفّ أحدهما عن الآخر، فلمّا تبيّن أبو الفتح ذلك وعرف الغرض نهض عن المجلس وقال:

- «ليس المكلّم لى أنت بل المكلّم غيرك.» فلمّا ولّى خارجا عرف الحسين الخطأ فيما جرى فقال لأبى عبد الله بن زنجى:

- «إنّ أبا الفتح صديقك وهو يطيعك وما أحبّ أن يخرج على هذه الجملة فأحبّ أن تلحقه وترضيه وتردّه.» فبادر إليه أبو عبد الله وما زال يرفق به حتّى [٣٦٢] ردّه واعتذر إليه الحسين من خطاب ابن جبير له. وانصرف وهو مستوحش واستتر عند أبى بكر ابن قرابة وبقي ديوانه شاغرا إلى أن يئس الحسين من ظهوره فقلّد أبا القاسم الكلوذانى الديوان ولم يزل أبو الفتح يسعى له فى طلب الوزارة حتّى تمّ له كما سنذكره.

ولمّا لم يعد [٢] مونس إلى بغداد وجّه الحسين إلى ابن مقلة فصادره وكان معتقلا فأعطى خطّه بمائتي ألف دينار وأنفذ إلى علىّ بن عيسى وهو بالصافية


[١] . شاع: كذا فى الأصل. وفى مط: ساغ.
[٢] . فى الأصل ومط: ولمّا يعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>