للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرج من كان يفتّش عنه حين لم يجده. فاتّفق أن تأخّر بعض الرجال لطلب شيء يأخذه من الدار فانتهى إلى التنور وطلب فيه خبزا يابسا، فلمّا كشفه وجد علىّ بن يلبق فصاح حتّى رجع القوم وأخذوه وحملوه إلى دار السلطان وضرب بحضرة القاهر ضربا مبرحا فأقرّ بعشرة آلاف دينار فوجدت وصحّحت فى بيت المال ثمّ أعيد الضرب عليه فلم يوجد له غيرها وحبس.

وكان الحسين بن عبيد الله مستترا فراسله أخوه الوزير محمّد ابن القاسم بن عبيد الله وسأله أن يظهر ويعينه حتّى يقلّده ديوان السواد وديوان الجيش وديوان النفقات ويستخلف له الكلوذانى وإبراهيم بن خفيف وعثمان بن سعيد [٤٢٢] وحلف له بحضرة السفير الذي كان بينهما بالله العظيم وبسائر أيمان البيعة بعتق مماليكه وبطلاق نسائه على صحّة ضميره له وبأنّ باطنه له مثل ظاهره فيما بذله له، وكتب له بذلك رقعة بخطّة أشهد فيها الله على نفسه وتسلّم ذلك السفير وحمله إلى الحسين فأعاد عليه ما جرى ولم يزل محمّد يتوقّع أخاه إلى آخر النهار.

فحكى ابن أخيه القاسم بن الحسين أنّ عمّه الوزير أبا جعفر صار فى الليلة إلى الحسين أخيه وليس معه غلام فخاطبه فى الظهور وسأله معاونته بنفسه وأعاد عليه تلك الأيمان حتّى وعده بالرواح إليه وعرّف الحسين أصحابه فاجتمعوا بالعشىّ له وركبوا بركوبه وصار إلى أخيه وكان الوزير أخوه قد أعدّ له زورقا مطبقا. فلمّا حصل عنده أمر بتحصيله فى الزورق.

فوقفت [١] والدته على خبره فجاءت حتّى وقفت له على شاطئ دجلة فى الموضع الذي ينزل منه إلى طيّارة وهناك خلق من الناس، فاستغاثت إليه وكشفت شعرها بين يديه وأظهرت ثديها [٢] وحلّفته بكلّ حقّ لها عليه أن


[١] . فى مط: فوثقت.
[٢] . فى مط: وأظهرت بدنها، بدل «وأظهرت ثديها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>