وخلا الخصيبى وعيسى المتطبّب بالقاهر فذكرا له أنّ الآفة فى هذا كلّه الفضل بن جعفر وأنّه هو الذي قال للساجيّة والحجريّة ذلك لأنّه شيء لم يعرفه غيره. وكان سلامة أشار بالفضل حتّى أعفى من المصادرة عناية به واقتصر منه على ما ينفقه على المطامير. فتقدّم القاهر بالقبض على الفضل بن جعفر وطالبه الوزير الخصيبى بحضرة عيسى بثلاثمائة ألف دينار فقال الفضل:
- «لو كنت ذا مال لكانت لى ضياع ودور [٤٥٠] وخدم ومروءة بحسبها.» فاغتاظ الخصيبى وظنّ أنّه قد عرّض به وخاطبه بمخاطبة فيها جفاء فاستوفى الفضل عليه الجواب. فهمّ الوزير الخصيبى أن يوقع به فقال سابور الخادم:
- «أمرت بصيانته وألّا يلحقه مكروه.» وردّه إلى دار السلطان وحبس فى الموضع الذي كان إسحاق بن إسماعيل محبوسا فيه.
وورد يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأولى [١] كتاب أبى جعفر الكرخي وكتاب أبى يوسف عبد الرحمن بن محمّد الذي كان يكتب للسيدة بأنّ أصحاب ابن رائق كبسوا سوق الأهواز وأنّهم استولوا على سائر عمل الأهواز وصار كلّ من يتقلّد المعاون فى أعمال الأهواز من قبله سوى محمّد بن ياقوت فإنّه كان يتقلّد المعاون بالسوس وجنديسابور فلم ينفذ لابن رائق لأنّه نظيره فكتب الخصيبى رقعة بما ورد عليه من ذلك إلى القاهر.
وكان القاهر قد ابتدأ بشرب فدعا بسلامة وأقرأه الكتاب وقال له:
[١] . من «خلون» إلى «الأخرى» مطموس فى الأصل، وما أثبتناه هو من مط. وفى مد: «بقين من جمادى الأخرى» .