للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده مدّة. فلمّا خرج إليه ياقوت تهيّبه هيبة شديدة وذلك أنّ جيش ياقوت كانوا سبعة عشر ألف رجل من جميع الأصناف ساجيّة وحجريّة والرجّالة المصافية وغيرهم من الديلم وأصناف العسكر وعلىّ بن بويه فى ثمانمائة رجل، فسأله أن يفرج له عن الطريق لينصرف عنه ويجتاز إلى حيث يجتاز.

فمنعه [٤٦٢] ياقوت وطمع فيه لقلّة عدده ولوفور ما وصل إليه من المال.

فلم يثبت له علىّ بن بويه وسار إلى البيضاء فمنعه ياقوت وواقعه على باب إصطخر يومين فكانت لياقوت فاشتدّ طمع ياقوت فيه وزاد تهيّب علىّ بن بويه وحقّق [١] عليه المسألة فى الإفراج له لينصرف عنه فامتنع عليه فلمّا كان يوم الخميس لاثنى وعشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة إثنتين وعشرين وثلاثمائة واقعه مستقتلا.

فحدّثنى من شهد الوقعة من الديلم أنّه ترجّل ستّة نفر من الديلم وصفّوا تراسهم وتقدّموا زحفا واستأخر من واجههم من أصحاب ياقوت فاشتملوا وتقدّموا وحمل أبو الحسين أحمد بن بويه فى نحو ثلاثين رجلا فانهزم ياقوت وجميع من معه وذلك وقت الظهر من ذلك اليوم وانصرف إلى شيراز.

فقدّر علىّ بن بويه أنّ انصرافه مكيدة منه لا هزيمة فتوقّف فى موضعه ولم يتبعه إلى وقت العصر، فلمّا صحّ عنده أنّها هزيمة سار إلى شيراز فنزل أوّل منزل قرية يقال لها: الزرقان على ستّة فراسخ من شيراز وبكّر منها يوم السبت فنزل قرية يقال لها: الدينكان، وعنده أنّ سيحارب عن البلد ويدفع عنه لأنّ الجيش الذي انهزم عنه كانوا قد انصرفوا [٤٦٣] عنه موفورين لم يحاربوه ولا وقفوا بين يديه، فنزل على فرسخ من شيراز فى مضاربه، وبلغه أنّ ياقوتا وعلىّ بن خلف بن طناب قد خرجا عن شيراز والبلد شاغر خال.


[١] . الحرف الثاني غير واضح فى الأصل. فى مط: حنق. وما فى مط: حقّق.

<<  <  ج: ص:  >  >>