على هذا سرّا وجهرا وأبو زكريا ممّن لا نحتشمه.» قال أبو زكريا: وإنّما أومأ أبو يوسف بهذا القول إلى مال السوس وجنديسابور فإنّ أبا عبد الله كان أجمّه عنده استظهارا وأناخ فى النفقات وأرزاق الأولياء وما كان يعلّل به السلطان على أموال كور الأهواز الباقية.
وكان يجتذب القطعة فالقطعة منها ويجعل ذلك وراءه ولم يكن له نفقة ولا بذخ حينئذ.
وما وهب قطّ لطارق ولا شاعر ولا ولد نعمة شيئا وكان عارفا بورود الأموال وخرجها وجميعها تجرى على يده فإن شذّ منها شيء عنه إلى إسرائيل بن صلح وسهل بن نظير الجهبذين لم يخف عليه مبلغه.
قال: واستخرج أبو عبد الله وأخوه أبو يوسف من كور الأهواز بعد تقليد الراضي إيّاهما لسنى اثنتين وثلاث [٥٣١] وأربع وعشرين وثلاثمائة وإلى شعبان من سنة خمس- فإن بجكم هزمهم وأخرجهم عنها فى هذا الشهر- ثمانية آلاف ألف دينار وجميع ما خرج عنها فى جميع وجوه النفقات دون أربعة آلاف ألف دينار حاصلة.
وسمعت يعقوب الصيرفي اليهودي يقول: سمعت أبا عبد الله يقول:
- «نمضي إلى البصرة فإن تمّ لنا بها أمر فقد كفينا وإن حزبنا أمر [١] لا نطيقه قصدنا عمان واستجرنا بصاحبها- يعنى يوسف بن وجيه- فإنّه حرّ ودبّرنا أمرنا فإمّا أن عبرنا إلى فارس واستجرنا بعلىّ بن بويه فإنّ دولة الديلم قوية والحضرة مدبّرة، وإمّا أن عبرنا إلى التيز ومكران وقصدنا صاحب خراسان. فالطريق إليها جدد.»