بجكم وأصحابه واسطا وأقاموا بها واعتقل الأهوازيين وطالبهم بخمسين ألف دينار.
فقال أبو زكريا يحيى بن سعيد:«أردت أن أسبر ما فى نفسه من طلب العراق فراسلته وقلت له:
- «أيّها الأمير أنت مطالب بملك ومرشّح نفسك لخدمة الخلافة تعتقل قوما منكوبين قد سلبوا نعمهم وتطالبهم بمال فى بلد غربة وتأمر بتعذيبهم حتّى جعل فى أمسنا طشت فيه جمر على بطن سهل بن نظير الجهبذ. أولا تعلم أنّ هذا إذا سمع به أوحش منك وحاربك وعاداك من لا يعرفك ولا يسمع بخبرك فضلا عمّن تحقّق فعلك هذا؟ أو ما تذكر إنكارك على الأمير ابن رائق بالأمس إيحاشه أهل البصرة وعوامّ بغداد أضعافهم؟ وقد حملت نفسك فى أمرنا على مثل ما كان يعمله مرداويج بأهل الجبل. وهذه بغداد ودار الخلافة لا الرىّ وإصبهان ولا تحتمل هذه الأخلاق.» فلمّا سمع ذلك انحلّ وبعث فحلّ [١] القيود وأزال المطالبة. ثمّ شفّع ابن رائق وابن مقاتل والكوفىّ فى يحيى بن سعيد السوسي، فأطلقه واختصّه لعقله ولما تبيّنه من نفاقه على كلّ أحد وشفّع يحيى بن سعيد فى الباقين وكفّل بهم فأطلقهم. ولمّا عرف علىّ بن بويه حصول [٥٧١] طاهر الجيلي بالبصرة وفى نفسه عليه ما كان عامله به بأرجان، كتب إلى أخيه أبى الحسين أن يطالب أبا عبد الله البريدي به ويقبض عليه ففعل ذلك وأنفذ إلى فارس ولمّا انهزم الترجمان عبر أحمد بن بويه إلى غربىّ عسكر مكرم وجلس على شاطئ المسرقان ومعه أبو عبد الله البريدي حتّى عقد الجسر الأعلى بها وعبر بباقي رجاله من غد وعاد إليه جواسيسه من سوق الأهواز
[١] . وبعث فحلّ: فى الأصل طموس. وما أثبتناه هو من مط. فى مد: وأمر بحلّ.