منه وتذلّل للجماعة وسأل ردّ الضيعة المقبوضة عليه فوعده بذلك ومطل مطلا ومتّصلا. فلمّا رأى أبو علىّ المطل متّصلا وللوفاء لا يصحّ، أخذ فى السعى على ابن رائق من كلّ جهة. فكتب إلى بجكم يطمعه فى الحضرة وفى موضع ابن رائق وكتب بمثل ذلك إلى وشمكير بالرىّ وكتب إلى الراضي بالله يشير عليه بالقبض على ابن رائق وأسبابه ويضمن أنّه متى فعل ذلك استخرج له ثلاثة آلاف ألف دينار ويصحّحها وأشار باستدعاء بجكم ونصبه مكان ابن رائق فإنّه أكثر طاعة وكانت مكاتبته للراضى على يد علىّ بن هارون ابن المنجّم النديم فأطمعه الراضي فى ذلك فكتب ابن مقلة إلى بجكم يعرّفه أنّ الراضي قد استجاب إلى أمره وأنّ الأمر تامّ ويستحثّه على التعجّل.
فلمّا توثّق ابن مقلة عند نفسه من الراضي واقفه على أن ينحدر إليه سرّا ويقيم عنده إلى أن يتمّ التدبير على ابن رائق.
فركب من داره فى سوق العطش فى [٥٨١] سميريّة وعليه طيلسان وخفّ وصار إلى الأزج بباب البستان وركب السميريّة ليلة الإثنين لليلة تبقى من شهر رمضان وإنّما تعمّد تلك الليلة لأنّ القمر تحت الشعاع وهو يختار للأمور المستورة.
فلمّا وصل إلى دار السلطان لم يوصله الراضي إليه واعتقله فى حجرة ووجّه من غد بابن سنجلا إلى ابن رائق وأخبره بما جرى وأنّه احتال على ابن مقلة حتّى حصله عنده وما زال المراسلات تتردّد بين الراضي وبين أبى بكر ابن رائق.
فلمّا كان يوم الخميس لأربع عشرة خلت من شوّال أظهر الراضي بالله أمر ابن مقلة وأخرجه وحضر فاتك حاجب ابن رائق وجماعة من القوّاد فقطعت يده اليمنى وردّ إلى محبسه وانصرف فاتك إلى ابن رائق فأخبره بما شاهد من قطع يد ابن مقلة.