للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوحشه منّى وهات يدك.» فناولته إيّاها وجعلها على أذنه وقال:

- «خذنى إلى النخّاسين وبعني فإنّى لا أخالفك، واكفني هذا الباب ولا تسألنى عمّا تعمل.» فقبّلت يده ورجله والأرض بين يديه وقلت له:

- «أمضى أتأهّب.» فقال: «قد تأهّبت لك وقدّم لك طيّار وجرّدت خمسين غلاما لبدرقتك وانزل إلى الطيّار ففيه زاد يكفيك إلى الحضرة وغلمانك يتلاحقون بك.» فلم أتمالك سرورا ثمّ خشيت أن يكون قد اغتالنى وإنّى أخرج فيؤخذ بى إلى البصرة. ونهضت من عنده فما تاب إلىّ عقلي إلّا بفم الصلح. [٢١] فلمّا وصلت إلى نهر سابس لقيني خادم من دارى ببغداد برسالة بجكم إلىّ أن استتر، وأسرّ [١] بذلك إلىّ وسألنى من معى من غلمان البريدي عمّا ورد به الخادم فعرّفتهم أنّه أخبرنى بحال عليلة لى وأنّها مشفية، وسرت مبادرا.

وأصبح البريدي نادما على إنفاذه إيّاى ووجّه خلفي من يطلبني لأنّ طائرا سقط عليه بما آيسه من صلاح بجكم له، وأغرى بى فى الكتاب فكفانى الله.

ووصلت إلى دير العاقول وبها أحمد بن نصر القشوري. فخرجت إليه وأراد أن يأخذ الطيّار ويوقع بالغلمان. فلم أتركه وبرزت للغلمان [٢] ورددتهم فى الطيّار وجلست أنا فى طيّار أحمد بن نصر ووافيت الزعفرانيّة ولقيت بها بجكم وصعدت إليه فحدّثته بالحديث واجتهدت فى إصلاحه للبريدى وردّه إلى بغداد، فأبى فقال:

- «لو لقيتني وأنا على درجة من دارى لما تهيّأ لى أن أعود فإنّها تكون


[١] . أن استتر، وأسرّ: كذا فى الأصل. وفى مط: واستر، بدل وأسرّ. وفى مد: انى استتر وأسر.
[٢] . برزت: كذا فى الأصل ومط. والمثبت فى مد: «ندوت للغلمان» مع حذف الواو قبل «ندوت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>