للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال:

فخرج قيس علينا وطوانا، غير أنّه قال: [٢٨٧]- «اعملوا عملكم.» ثمّ خرج الأسود علينا، فقمنا مثولا بين يديه بالباب، فقال:

- «يا فيروز، أحقّ ما بلغني عنك؟ - وهيّأ له الحربة- لقد هممت أن أنحرك.» فقال فيروز:

- «اخترتنا أيّها الملك لصهرك، وفضّلتنا على الأبناء، ولو لم تكن نبيّا ما بعنا نصيبك ونصيبنا منك بشيء، فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر آخرة وأولى، لا تقبلنّ علينا أمثال ما يبلغك، فإنّا بحيث تحبّ.» ثمّ ذبح الأسود مائة من بين بقرة وبعير غير محبّسة ولا معقّلة، بحربته، وقال لفيروز:

- «اقسم هذه، فأنت أعلم بمن هاهنا.» قال فيروز [١] :

ففعلت هذا ولحقته قبل أن يصل إلى داره، فإذا رجل يسعى إليه بى، فأستمع له وهو يقول:

- «أنا قاتله غدا وأصحابه، فاغد علىّ.» ثمّ التفت فإذا هو بفيروز، فقال:

- «مه؟»


[١] . وفي الطبري مكان «قال فيروز» إلى «بعزيمتنا» : «فاجتمع إلىّ أهل صنعاء، وجعلت آمر للرهط بالجزور، ولأهل البيت بالبقرة، ولأهل النخلة بعدّة، حتى أخذ كلّ ناحية بقسطهم. فلحق به قبل أن يصل إلى داره وهو واقف على رجل يسعى إليه بفيروز. فاستمع له، واستمع له فيروز وهو يقول: أنا قاتله غدا وأصحابه فاغد علىّ. ثم التفت فإذا به. فقال: مه! فأخبره بالذي صنع. ثم ضرب دابته داخلا. فرجع إلينا.
فأخبرنا الخبر. فأرسلنا إلى قيس فجاءنا، فأجمع ملؤهم أن أعود إلى المرأة، فأخبرها بعزيمتنا ... » (الطبري ٤: ٦٠- ١٨٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>