فى اذار فخبط التنّاء حتّى تهاربوا وافتتح الجوالى وخبط أهل الذمة وأخذ الأقوياء بالضعفاء ووظف على كرّ من الحنطة سبعين درهما وعلى سائر المكيلات وعلى الزيت وقبض على نحو خمسمائة كرّ كان للتجار ورد من الكوفة وادعى أنّه للحسن بن هارون المتقلّد كان للناحية وهرب خجخج إلى المتقى لله وكان أخرج إلى برزج سابور والراذانين.
وكان توزون ونوشتكين والأتراك تحالفوا على كبس أبى الحسين البريدي فغدر نوشتكين بتوزون ونمى الخبر إلى أبى الحسين البريدي فتحرّز وأحضر الديلم داره واستظهر بهم. وقصد توزون دار أبى الحسين فحاربه من كان فيها من الديلم وغلّقت الأبواب دونه وانكشف لتوزون غدر نوشتكين [٥٩] فلعنه وانصرف ضحوة يوم الثلاثاء ومضى مع قطعة وافرة من الأتراك إلى الموصل واضطرب العامّة وقاتلوا البريدي.
ولمّا صار توزون وخجخج والأتراك إلى الموصل وقوى بهم ابن حمدان عمل على أن ينحدر مع المتقى لله إلى بغداد وبلغ ذلك أبا الحسين البريدي وكتب إلى أخيه يستمدّه فأمدّه بجماعة من القوّاد والديلم وأخرج أبو الحسين مضربه إلى باب الشمّاسية وأظهر أنّه يحارب ابن حمدان إن وافى. وذلك كلّه بعد أن قتل محمّد بن حمدان ابن رائق وسنشرح خبره على إثر هذا الحديث.
فلمّا قرب المتقى وأبو محمّد بن حمدان من بغداد انحدر أبو الحسين هاربا وجميع جيشه وأخذ معه من كان معتقلا فى يده يطالبه مثل ابن قرابة وأبى عبد الله بن عبد الوهّاب وعلىّ بن عثمان بن النفّاط ومن أشبههم.
فاضطرب العامّة ببغداد زيادة اضطراب ونهبت الدور وتسلّح الناس فى الطرقات ليلا ونهارا وكانت مدّة أبى الحسين البريدي ببغداد ثلاثة أشهر وعشرين يوما.
ولمّا وصل المتقى لله وابناه ومحمّد بن رائق ومن معهم إلى تكريت وجدوا