للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ابن سنبر لهذا الرجل الإصبهانى:

- «امض إلى أبى طاهر وعرّفه أنّك الرجل الذي كان أبوه وهو يدعوان إليه فإذا هو سألك عن العلامات والدليل أظهرت له هذه الأسرار.» وشرط ابن سنبر على هذا الإصبهانى أن يكون إذا تمكّن من الأمر قتل أبا حفص الشريك فضمن له الإصبهانى ذلك فمضى إلى أبى طاهر وأعطاه العلامات وحدّثه بالأسرار فلم يشكّ فى صحة تلك العلامات فوثب أبو طاهر وقام بين يديه وسلّم الأمر إليه وقال لأصحابه:

- «هذا هو الذي كنت أدعوكم إليه والأمر له.» فتمكّن الرجل من الأمر وثبت ووفى بما كان ضمنه لابن سنبر وقتل أبا حفص الشريك.

ثمّ كان يأمر أبا طاهر وإخوته بقتل من يشاء ويقول: «قد مرض» يعنى أنه قد شكّ فى الدين فيقتل وأخذ يقتل واحدا واحدا من رؤساء القوم وأهل البصائر منهم والنجدة وأمره ممتثل مطاع لا يخالف إلى أن أتى على عدد كثير منهم. وكان إذا أمر الرجل أن يقتل أخاه أو أباه أو ابنه لم يتوقّف وبادر إلى امتثال أمره فخافه أبو طاهر [٩٦] وبلغه أنه عمل على قتله فقال لإخوته:

- «قد وقع علىّ غلط وشبهة فى أمر هذا الرجل وليس هو صاحب الأمر الذي يعرف ضمائر القلوب ولا تخفى عليه الأسرار ويمكنه أن يبرئ المريض ويعمل كل ما يريد.» وجاءوا إلى الرجل فعرّفوه أنّ والدتهم عليلة وسألوه أن يدخل إليها ونوّموا والدتهم على فراش وغطّوها بإزار فدخل إليها فلمّا رآها قال لهم:

- «هذه علّة لا يبرأ صاحبها فطهّروها» معناه اقتلوها.

فلمّا قال لهم ذلك قالوا لأمّهم:

- «اجلسي.»

<<  <  ج: ص:  >  >>