للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجبه إلى ذلك وأشار عليه بالمقام مكانه فلم يقبل فلمّا امتنع عليه من الأمرين عدل إلى الوزير أبى الحسين وأشار عليه بأن يسير معه إلى مصر وضمن له إنفاذ أمره وترك الاعتراض عليه فى شيء يدبّره فخالفه.

وكان أبو الحسين بعد ذلك يظهر التندّم ويقول:

- «نصحنى الأخشيد فلم أقبل.» وكانت دنانير الأخشيد فى صندوق أبى الحسين إلى أن انتهبت لمّا قبض على المتقى لله.

ولمّا توثّق المتقى لله من توزون انحدر من الرقّة يريد بغداد فى الفرات ومعه غلامان من غلمان الأخشيد ومحمد بن فيروز ونقط فلمّا وصل إلى هيت أقام بها وأنفذ القاضي الخرقى وابن شيرزاد حتى جدّدا على توزون الأيمان والعهود والمواثيق وأكرم المتقى لله توزون ولقّبه المظفّر وعاد القاضي إلى هيت وعرّف المتقى أنه قد أحكم الأمر مع توزون.

وخرج توزون لليلة بقيت من صفر إلى البثق الذي كان بالسندية ونزل الوزير أبو الحسين على شاطئ الفرات وبين توزون والمتقى [١٠٩] نحو فرسخ فلمّا همّ بالانحدار استقبله توزون وترجّل له وقبّل الأرض بين يديه ووكّل به وبالوزير وبالجماعة وأنزل بهم فى مضرب نفسه مع حرم المتقى لله وارتجّت الدنيا فسمله [١] . وحكى ثابت أنّ توزون سملة [٢] بحضرة قهرمانة المستكفى بالله.

وانحدر توزون من الغد وفى قبضه الجماعة فكانت مدّة وزارة أبى الحسين ابن مقلة سنة واحدة وخمسة أشهر واثنى [٣] عشر يوما.


[١] . الكلمة غير موجودة فى مط.
[٢] . فى مط: سلّمه.
[٣] . فى الأصل: اثنا عشر. والمثبت يوافق مط ومد.

<<  <  ج: ص:  >  >>