للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان وصف للأمير معز الدولة كفاية أبى الفرج ابن أبى هشام وشهامته فأوصله إلى حضرته وأنس به ولطف محلّه وردّ إليه أمر الضياع الخراب بالسواد وكلّفه عمارتها.

قال ثابت: وأخبرنى أبو الفرج أنّه قال لمعزّ الدولة:

- «لججت أيها الأمير فى أمر أبى جعفر ابن شيرزاد [١٢٦] فى أن يكتب لك وراجعت الخليفة المستكفى بالله دفعات حتى أذن، فبأىّ سبب طننت أنّه لا مثيل له فى الوقت [١] فى صناعته فإنّه ما كان صانعا أمر كتّاب الرسائل وأمر كتّاب الخراج وإنّما ولى ديوان النفقات مرّة وكتب لابن الخال وكان امرءا متوسطا وما عدّه كتاب الحضرة وأصحاب دواوينهم فى الكفاة وأهل الصناعة.» قال، فقال:

- «أنت صادق فإنّى ما سألت عنه أحدا فقال فيه إلّا مثل قولك ولمّا رأيت لحيته قلت: هذا بأن يكون قطّانا أولى منه أن يكون كاتبا. ولكن وجدته وقد تقلّد الإمارة ببغداد واستولى على الخلافة وصار لى نظيرا ولملوك الأطراف وتصوّره الرجال بصورة من يصلح أن يرؤسهم ومن يعقدون له على نفوسهم فأردت أن أحطّه من هذه الحال إلى أن أجعله كاتبا لغلام لى أو عاملا على بلد.» وكان الأمير معز الدولة قد أخرج موسى فياذه وينال كوسه [٢] فى يوم الجمعة لتسع بقين من رجب إلى عكبرا مقدّمة له إلى الموصل. فلمّا سارا


[١] . كذا فى الأصل ومط: «فبأىّ سبب طننت أنّه لا مثيل له فى الوقت» . والمثبت فى مد: «بأن نستكتبه لك ليس هذا الرغبة» وفى الأصل غموض كشفناه فى ضوء ما فى مط.
[٢] . كوسه (بالسين المهملة) : كذا فى الأصل ومط فى كلّ موطن. ولكنّ المثبت فى مد: كوشه (بالشين المعجمة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>