للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلح وشقّ ذلك على وشمكير وبلغ منه مبلغا عظيما وذلك أنّه كان لا ينظر ولا يرجو أن يجمع أكثر مما جمع ولا يحتشد أكثر من هذا الاحتشاد.

فلمّا انصرف ابن محتاج طلب ركن الدولة وشمكير فانهزم من بين يديه ولم يقف فاتبعه حتى أخرجه من طبرستان وجرجان وحصل بإسفرايين.

وكتب إلى نوح بن نصر يعرفه ما جرى ويغريه بابن محتاج فاغتاظ نوح وتحرّك منه ما كان فى نفسه على ابن محتاج [٢٠٦] فعزله من الجيش ببكر بن مالك وأنفذه فى جيوش عظيمة.

فصار ذلك سببا قويّا ضروريا لمكاتبة أبى علىّ ابن محتاج ركن الدولة وعدوله إلى طاعته بعد أن أصابه فى نفسه وأسبابه وأحواله مكاره عظيمة أزالت ثقته بصاحبه وثقة صاحبه به ولم يبق بينهما حال يرجى معها الصلاح.

وكتب الخليفة فى هذا الصلح كتابا نفذ على يد ابن أبى عمرو الشرابي حاجب الخليفة وأبى مخلد عبد الله بن يحيى صاحب معزّ الدولة واتّفق موت نوح قبل أن يؤدّى الرسالة والكتاب وقعد مكانه عبد الملك بن نوح.

ولما قدم أبو مخلد من خراسان عائدا ومعه أبو بكر عبد الواحد بن أبى عمرو الشرابي اعترضهما ابن أبى الشوك الكردي من الشاذنجان [١] وكان متقلّدا أعمال المعاون بحلوان وإليه الحماية والطريق وأظهر الخدمة وخرج معهما مبذرقا بهما.

ثمّ غدر فنهبهما ونهب القافلة التي كانت معهما وأسر أبا مخلد وأفلت أبو بكر عبد الواحد بن أبى عمرو الشرابي فطالب ابن أبى الشوك معزّ الدولة بإطلاق رهائنه ووعد أنّه أن أطلقوا أطلق أبا مخلد فضمن له ذلك وأطلقوا وأطلق أبا مخلد.


[١] . ما فى الأصل يمكن أن يقرأ «شاذنجان» أيضا. ما فى مط مهمل إلّا فى النون الأخيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>