منك لى ومنازعة نازعتنيها عن بلاد لم يكن فى يدك منها شيء فاطرحت الأحقاد واغتفرت الذنوب وآثرتك على تكين وهو إذ ذاك يبذل لى الخدمة والطاعة وحمل المال وإقامة الخطبة ولا يلتمس منى الأتراك الدخول بينك وبينه والانصراف عن النصرة لك عليه فآثرتك.
«وأنفذت كاتبي وعسكري بأموال أنفقتها ومؤن تكلّفتها [٢٢٤] حتى أخذت بناصيته وسلّمته إليك فشفيت صدرك منه وعدت إلى وطنك.
«ثم حصلت فى يد وزيرى الصيمري حصول المستجير الذليل فوفى لك ولو شاء لأسرك واشتمل على بلادك وقلاعك.
«وظننت أنّك تعرف لى حقّ هذه النعمة وتطالب نفسك عليها بالمجازاة فأبيت إلّا غدرا بى وتقبيحا فى معاملتى.
«وليتك- لما لم تعمل عمل الأصدقاء الأوفياء- عملت عمل الأعداء الحزماء، فكاتبتنى تعرض نفسك علىّ فى النائبة العظيمة التي نابتنى فى أوثق الناس عندي وتبذل لى معاونتك فكنت تنفذ عسكرك إلى تكريت على أنّه مدد لى فإن لاح لك استظهار منّى تحمّدت علىّ وتودّدت إلىّ وإن لاح لك استظهار علىّ أظهرت ما فى نفسك حيث تكون فيه أعذر وأقل ملامة.» ثم أتبع هذا القول بالتوعّد والتهدّد بالمسير إلى أعماله واستيصاله.
الجواب عن هذه الرسالة «إنّك قد صدقت فى جميع ما عددت وإنّى معترف به، وو الله