- «هذا اسم صيرفى فى دار أبى على وهو فى درب عون فأحضرونيه.» فأحضر وقال له الوزير:
- «قد وجدنا ثبتا باسمك وبخطّ أبى علىّ بمبلغ ما عندك، فأنفذ الساعة صاحبك ليحضره.» فاضطرب الرجل وأنكر أن يكون [٢٤٩] له عنده مال فبطش به ولحقه أذى ومكروه ثمّ أمر به فحبسه وقيّده بقيد ثقيل فيه ثلاثون منّا فتفسّخ فيه الرجل ودخل إليه المستخرج وهدّده فاعترف.
وكان باسمه سبعة أنوكى [١] ولم يكن فينا أحد يعرف معنى «انوكى» .
فقال الوزير:
- «فطالبوه بسبع بدر دنانير استظهارا.» ففعل ذلك فوافق تخمينه صحّة الأمر وأدّى خمسين ألف دينار.
ثم لم يزل يتتبع تلك الأسماء وقد صحت له الرموز فاستخرج نحو مائتي ألف دينار من هذه الوجوه سوى دفائنه.
وقامت حرمة الوزير أبى محمّد عند معزّ الدولة وانبسط لسانه وجاهه وصار مقبول القول عنده بعد أن ظنّ أنّ الذي فاته من خازنه شيء لا عوض له منه أمانة وثقة ودينا.
وتقلّد مكان أبى علىّ الخازن أبو محمّد علىّ بن العباس بن فسانجس للنصف من شعبان وأقطع إقطاع أبى علىّ.
وفيها تقلد القاضي أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبى الشوارب القضاء فى جانبي بغداد ومدينة أبى جعفر المنصور وقضاء القضاة وخلع عليه من دار السلطان من حيث امتنع الخليفة من أن يصل إليه.